مقالات الرفيق جومرد حقي إسماعيل

المقالات

سلسلة الدروس الفوائد ... في استشهاد القائد ( 33 ) درساً

الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس الأول

الإقبال على الله

الإقبال على الله تعالى مطلوب في كل عمل مراد به وجه الله تعالى ، وفي ذلك درجات ، تعتمد على درجة بلوغ المراتب الإيمانية عند المؤمن ، وفي آيات الله تعالى وما جاء في السنّة النبوية الشريفة إشارات واضحة على اختلاف القلوب في المعنى الحقيقي للإقبال على الله تعالى ، فقال سيدنا المصطفى محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم (( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ))  ، قالت عائشة ( رضي الله تعالى عنها ) : إنا لنكره الموت ! قال : (( ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه )) .

 وبالتأكيد ، فإن المقبل على الله تعالى قاصداً لقاءه هو ذلك المؤمن الموقن المبشر بفرحة الآخرة وأمانها { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ () ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ  } ، أما الذي يكره لقاء ربه ، فهو ذلك العاصي القاسي قلبه الممسوخ وجهه بالفعل الشيطاني المتبع { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ () تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ () أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ } .


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس الرابع

الأمان

قال سيدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم في الحديث القدسي عن مولانا رب العالمين (( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أمنين : إذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة ، وإذا آمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة )) ، والأمن يوم القيامة هو امتداد لاطمئنان يبشر به العبد في دنياه إذا كان مستقراً في مقامي الخوف والرجاء ، حيث يقول الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ () أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ، و { فلا خوف عليهم } دالة على توكيد الاطمئنان وهذا حادث في دنيا العباد بدليل قوله جل جلاله { أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ، حيث يبشر الله تعالى أهل الاطمئنان أصحاب مقام الخوف في الدنيا بالجنة


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس السابع

الولاية

من هو الولي ؟ ، وهل في زماننا أولياء لله ؟ ، وكيف نستدل عليهم في زمان اختلطت به الأوراق وكثر فيه فعل اللسان وقلَّ فعل الرجال ، فنقول ، نعم ، في كل زمان يوجد أولياء لله ، ذلك لأن آيات الله تعالى في الأولياء ما جاءت لزمان بعينه ، بل كانت لكل الأزمان حتى يرث الله الأرض وما عليها ، { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ، وقول سيدنا محمّد صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( لكل زمان رجال )) دال على ذلك أيضاً .


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس العاشر

الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم { إنَّ الدّينَ عِندَ اللهِ الإسلامُ } ، وهو دين لكل الأمم ، وقد جاءت السنّة النبوية المطهرة لتبين لنا أن باب الإسلام وأول ركنه هو قولك ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ) ، وهي أسـاس السعادة في الدارين حيث قال سبحانه وتعالى { إنَّ الَّذينَ قالُوا ربُّنا الله } أي ، لا إله إلا الله { ثُمَّ استَقاموا } على تقوى الله { فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنونَ } ، وقال رسول الله سيدنا محمّد صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( من كان آخر كلامه ، لا إله إلا الله ، دخل الجنّة )) ، وقوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( آخر كلامه )) هو خاتمة دنياه ، وقوله (( لا إله إلا الله )) أي الشهادة والتوحيد ، الإسلام ، والتهيئة لجواب أسئلة المَلَكَيْنِ في القبر ، وقوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( دخل الجنّة )) يعني مرضاة الله والفوز بنعيمه برحمة منه تعالى الذي كرمه بإدراك قولة لا إله إلا الله .

الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس الثان

السمو الروحي

السمو هو الرقي والعلو  , والسمو من السما ، فيه هيبة وتجليات روحيه عظيمة ، والسماوات من السما ، فقال العارفون أنك إذا كنت في خلوتك وأرت أن تتدبر في خلق الله تعالى فانظر إلى السماء ، ولم يقولوا لك فانظر إلى الأرض ، مع إن الأرض مخلوق حالها حال السماء وفيها من الآيات ما لا يعد ولا يحصى ، لكن النظر في السماء غير النظر في الأرض ، نعم ، السمو تعب ومشقة لا يبلغه إلا أصحاب الكمالات الإنسانية والترقيات الروحية ، حيث يبلغه بالمقام وليس بالنظر المجرد ، ولذلك تجد أن الإنسان في طبيعته ناظر إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء ، ثم أن الله تعالى حاضر ناظر في كل مكان ، يعلم السر والنجوى ، لكن من فطرة الإنسان أنه إذا دعا الله تعالى نظر إلى السماء ، ذلك لعلو المعنى الإلهي وسموه ، وفيه تجد أن رجال الله تعالى المشتغلين في التقرب إلى الله تعالى موصوفون بالتجليات الروحية المتحققة كنتيجة طبيعية لسموهم الروحي ، فيوصفون بالربانية ، والسمو الروحي لا يتحقق مع حال التشبث بماديات الحياة وكل معانيها الفانية ،  فالجسد يُبلى والروح تبقى ، والسمو الروحي لا يتحقق بالجلوس والإدبار ، بل بالجهاد والأذكار ، والسالك في الترقيات الروحية لا تروق عنده الدنيا مهما بلغت حلاوتها لأنه قد تذوق حلاوة ما عند الله وهي خير وأبقى { وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ  } .


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس الخامس

التسليم

التسليم لله تعالى هو من مقومات التوحيد ، حتى أن البعض فسر الإسلام بأنه التسليم لله تعالى ، وتسليم المرء لله تعالى يعني أنه يسقط كل اعتبارات الإرادة الذاتية ويُبقي على إرادة الله تعالى ، وهذا لا يتعارض مع حالة الأخذ بالأسباب والتخيير الذي جعله الله تعالى للبشر في التمييز بين الحق والباطل ، والخير والشر ، من حيث أن التسليم لله تعالى هو نتيجة موافقة لحال الرضا الذي يستقر العبد فيه ، العبد يختار ما يأكل وما يلبس وما يشرب ، كل ذلك في مرضاة الله تعالى ، لكن الراضي بحكم الله تعالى وأمره ، المسلِّم لله تعالى بالكلية ، لا يكون مأكله وملبسه ومشربه أكبر همه ، وأكبر همه هو حِلُّ كل ذلك ، والتسليم ، إدراك يقيني بسرّ الله تعالى بين الكاف والنون في { كُن فَيَكُون }


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس الثامن

ثبات الرجال

كثيرة هي الصفات الخاصة في الخصوص من الرجال ، ومن هذه الصفات هي ، الوفاء بالعهد { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } ، نعم ، فالمؤمنون رجال ، فيهم معاني الرجال الحقيقية ، وفيهم خاصة من الرجال قد ترقوا في المراتب الإيمانية حتى بلغوا قمة الثبات على العهد والمبادئ وإن اعترضتهم الملمات فهم متجهزون لها ، بل أن هذا الصنف من الرجال قد نذر نفسه رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الحق وتجهز للرحيل عن الدنيا وهو مطمئن برضا الله ونعيم جنته { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس الثالث

البشرى

البشرى ، هو كل ما يسرُّ الإنسان من خبر أو فع ل أو رؤية يراها ، حيث أن الرؤية الصالحة من الله ،  بشرى يبشر بها المؤمن ، وهي حظ من النبوة ، ويقول سيدنا المصطفى صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( أيها الناس ! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له )) ، والبشرى أعلى مراتب السرور ، وهي تأتي موهوبة بالرحمة الربانية كجزاء عن فعل واجتهاد ، فيبشر المجاهد بإحدى الحسنيين ، ويبشر الزارع بالحصد الوفير ، ويبشر طالب العلم بالنجاح ، والبشرى فرح واطمئنان سرمدي { وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ  وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } ، فكل بشرى سرور وليس كل سرور بشرى ، ولذلك فإننا نقرأ عن المبشرات في كتاب الله تعالى ، وعلمنا بالمبشرين بالجنّة ، وأخبرنا الباري سبحانه وتعالى ببشرى الصابرين ، وأن البشرى خصوص للمؤمنين { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ، وقد تأتي البشرى بمعنى الوعيد ، فهذا خاص بالكفار والمشركين ، أي أنه خبر مصيرهم المشؤوم ، أعاذنا الله وإياكم أن نكون في ذلك المصير ، والبشرى إذا كانت مفرحة أو وعيداً ، فإنها ترتسم على وجه حاملها ، فتعلم وأنت تراه أنها البشرى مرتسمة على وجهه المنور بالنور الربّاني ،  أو وعيداً قد مسخ الله تعالى بها صورته ، فترى الوجوم على الممسوخة وجوههم ، خصوصاً إذا كان من أولئك الذين ختم الله على قلوبهم .  


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس السادس

الإنسانية

كثير ممن تكلموا عن الإنسانية واعتباراتها ، وصار البعض يتمشدق بالكلام عن الإنسانية بغية استمالة المستمعين إليه وهو أصلاً لا ينتمي للإنسانية من قريب ولا من بعيد ، ومثالنا في ذلك مجرم حروب هذا الزمان ، بوش اللعين الكذاب ، وغيره ممن أخذوا بلفظه الأجوف في ترديد الإنسانية ، وهم ثلة مجرمة عثوا في الأرض فساداً وما أبقوا على قيمة إنسان طامح في العيش بأمان الله ، ناهيك عن ذبحه بكيفية لا تذبح بها حتى الدواب التي حلل الله لنا ذبحها ، وأوصانا رسول الله تعالى سيدنا محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلّم في الذبح فقال (( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ))


الدروس الفوائد في استشهاد القائد 

الدرس التاسع

الوجد الإلهي

الوجد ، أعلى مرتبة في مراتب المحبة ، بعد الحب والعشق ، وهو أن يجد المحب نفسه في حركاته وسكناته مع محبوبه ، وهو إحساس المحب بأنه يعيش في محبوبه حتى يندمج بالكلية في ذات محبوبه ، ولله المثل الأعلى في تواجد المحبين معه وفنائهم في الذات الإلهية .

والمتواجد في محبة الله هو الذي وجد نفسه قائمة بالله وفي الله ولله ، وأن الدين الإسلامي أقامه الله تعالى على أساس المحبة ، وكثيرة هي آيات المحبة في كتاب الله العزيز ، ودرجة المحبة بين العبد وربه تقاس على أساس مستوى العمل والقرب والبعد من الله ورحمته ، وكذا هي مراتب الإسلام ، ثلاثة ، الإسلام والإيمان والإحسان ، والمحسن أكثر قرباً من الله تعالى لرقيه في مرتبته بفضل الله تعالى وعمله الخالص لله تعالى ، وقد بلغتنا أخبار العديد من أهل الإحسان وعن أحوال تواجدهم مع الله تعالى وفنائهم فيه ، حتى أن جهال هذه الأمّة لم يستوعبوا حال التواجد عند أولياء الله تعالى المحسنين فصدوا عنهم وآذوهم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ، وأنشدوا في الوجد :

وجودي أن أغيب عن الوجودِ ***  بما يبدو عليَّ من الشهـودِ


مقالات

عيد البعث

جومرد حقي إسماعيل

سؤال أجد من المهم أن أبدأ به مقالي هذا ، وهو :
من هو الذي يتوافق وجدانه مع ذكرى تأسيس البعث العظيم ؟ .
إن الاحتفال والاحتفاء بذكرى تأسيس حزب الأمّة الطليعي ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، لابد أن يكون بالحال المنسجم مع سمو المعاني والقيم والمبادئ والثورية لحزب عمره اليوم ثمانية وسبعين عاماً بشعاره وأهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية والتي عبرت عن حقيقة حاجة الأمّة لمقومات النهوض وتأكيد تأريخها المجيد الحافل بكل ما يدعو للفخر والاعتزاز والتفاخر بين الأمم .
إن الذي يليق به الاحتفال بذكرى تأسيس البعث الخالد هو ذلك البعثي الصميمي الذي ما انطفأت يوماً ثورته على الذات ، ولا انقطع أو تقطع نكرانه للذات المندمجة ارتباطاً قوياً بثورية البعث ومسيرته النضالية .
إن عيد البعث ، هو عيد كل عربي غيور على أمّته على وجه العموم وعيد كل بعثي صميمي - على وجه الخصوص - لا يجد لذاته وزناً إلا بالعروبة وانتمائه المبرهن لأمّته وثباته الثوري العقائدي في مسيرة البعث النضالية .
اليوم .. نعيش أفراح ذكرى تأسيس حزبنا العظيم ، ونستذكر محطات نضالية كفاحية عشناها والبعث ينتقل من منجز إلى آخر ومشاوير الصمود والتحدي والتصدي لكل مشاريع أعداء العروبة في النيل من الأمّة وجماهيرها الأبية وحزبها القائد .
اليوم .. ونحن نحتفل بذكرى التأسيس المبارك ، ثمّة غصة تؤرقنا وتعكر صفو مزاجنا المبتهج في هذه الذكرى الطيبة على قلوبنا وقلوب أبناء العروبة النجباء .. إنها التشظية التي أصابت هنا وهناك وحدة البعث التنظيمية وشيخوخة الفكر الثوري عند البعض .
إن الذي يريد أن يحتفل بذكرى تأسيس البعث عليه أن :
أولاً ) يتجرد من الأنا والفوقية النرجسية .
ثانياً ) لا يقدم مصلحته الشخصية فوق مصالح الحزب العليا .
ثالثاً ) يضع وحدة الحزب فوق كل اعتبار .
رابعاً ) يعرض حاله من قول وفعل وحضور ثوري على النظام الداخلي للحزب ، فإن وافقه فبها ، ما لم .. فليعيد تأهيل ذاته الثورية على ذات الأسس التي نشأنا وتأدبنا عليها .
خامساً ) يجاهد نفسه بالروح الثورية .. وليس بهوى النفس الإمارة .
إننا ونحن نؤكد على تلك الضرورات الثابتة ، نذكر بأن الرفاق في قيادة قطر العراق المنتخبة وبدرجة عالية من الشعور بالمسؤولية ومقتضيات مصلحة البعث ، ومن أجل وحدة الحزب ذهبوا إلى تفاهمات - مع كل الرفاق المعنيين بوحدة البعث التنظيمية - مع كل ما تقتضيه هذه التفاهمات والحوارات من مرونة وصبر في تجاوز كل العقبات التي قد تعرقل الخطوات الكفيلة لتحقيق وحدة الحزب .
وعلى مدى أكثر من ثلاثة سنوات من الحوارات ومناقشة المقترحات وما يتوافق مع النظام الداخلي للحزب ، فقد ثبت أنه كلما سعت قيادة قطر العراق المنتخبة لتدوير عجلة الوحدة التنظيمية فثمة هناك عصاة وضعت لتوقفها .
إن الفردية في لملمة صفوف الحزب تبقى قاصرة ما لم ينتفض المجموع وتتوائم الجهود والنوايا وبالشكل الذي يليق بالبعث الذي تكالبت على اجتثاثه كل قوى الشر والطغيان العالمي .
إن وحدة الحزب لا يحفظها وينتصر لها إلا الرفاق الغيارى أولو البأس الشديد وأصحاب الخطوات العزوم والفعل الثوري المتقدم ، وهكذا هو وصف البعثي الصميمي .
إن البعثي الصميمي لا يتوان أن يترك موقعه الحزبي - القيادي خاصة - لمن هو أقدر منه على قيادة البعث والمضي في مسيرته النضالية على ذات الخطى التي سار عليها قادة البعث العظام - الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق ، الرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر ، الرفيق القائد الشهيد صدام حسين المجيد ، والرفيق الشهيد القائد عزة إبراهيم - فلابد من قيادة ترتقي إلى المستوى العال من الحنكة والجرأة والاقتدار في اتخاذ القرارات المصيرية ، قيادة قادرة على العمل مع الجمع الثوري وليس مع الأمزجة الفرادية .
في وحدة البعث العظيم تكتمل فرحتنا بذكرى التأسيس ، وتقرّ عيوننا بالنسق التنظيمي الرائع ، ونثبت للعالم بأسره أن البعث الخالد عصي على كل محاولات أعداء العروبة ، عصي برفاقه الغيارى الميامين .
وكل عام والأمّة بخير ، والبعث العظيم بخير ..
وكل الرفاق الميامين والجماهير الغيورة بخير .
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر .
والله أكبر ، وليخسأ الخاسؤون .

Professional

We offer a range of specialized services tailored to meet your individual needs.

Business

We offer a range of specialized services tailored to meet your individual needs.

Enterprise

We offer a range of specialized services tailored to meet your individual needs.